مع الرضا كل شيئ يهون

مع الرضا كل شيئ يهون

اشتدي أزمة تنفرج

إن الإنسان لا يخلو في هذه الدنيا من المتاعب والأحزان فإن المرء يتقلب

بين السرور والأحزان فإنها تظهر على وجهه الابتهاج أو الاكتئاب ليعبرا

عما في نفسه من جلال أو جمال وقبض أو بسط وأسباب القبض كثيرة

منها : كثرة الحجب المتراكمة على النفس لذنب وقع وهذا يزول بالتوبة

والاستغفار وقد يكون قبض لا يعرف له سبب وهذا يزول بالكف عن

الأقوال والأفعال مع ملازمة الصمت والسكون وانتظار الفرج من الله فإن

بعد القبض بسطا وإن مع العسر يسرا / ومع الرضا كل شيئ يهون


اشتدي أزمة تنفرج / قد أزن ليلك بالبلج

وظلام الليل له سرج / حتى يغشاه أبو السرج

ولكن ألا يودي إقبال الدنيا عليك بالغرور والبطر والتعالي ولا يغرك ثناء

الناس ومدحهم لك بالصلاح فعلى من يختصه الله به أن يسير فيه حدود

الأدب مع الله فقد قال أحد العارفين{ فتح لي باب البسط فانبسطتُ فحُجْبتُ }

والله يقول { ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض }

ولذا يجب على العبد يشكر الله ويدعو فإن الدعاء نور الروح وهداها

والدعاء يسكن القلق وهو أيضاً يذيل ما ران على القلب وبه تيسير

الأرزاق والشفاء من كل داء فإن ابتليت بمحنة فقل

[ ذلك تقدير العزيز العليم ]

وإذا رأيت بلية فقل [ سنة الله في خلقة ]

وإذا انزل بك مكروه

( فاذكر أن الله ابتلى بالمكاره الأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين )

فمن كانت له فطنة وبصيرة علم أن أيام الابتلاء قصيرة .

وقد انزل الله لنا في كتابه الكريم آيات كثيرة عن الصبر فهي كاشفات

للهموم والكروب والملمات فاجعلها سميرك ورفيقك وستجدها الصديق

الذي يرضيك دائماً وتستريح إليه كلما نزل بك هم أو غم وعند المتاعب

والأزمات فقد جربناها فوجدناها سريعة الإجابة في تفريج الكرب

وقضاء الحاجات بإذن الله تعالى

وإياك والقلق والاضطراب والاستسلام للنحيب والبكاء واليأس من تحقيق

الرجاء وكن كالشجرة العظيمة العالية لا تؤثر فيها الريح العاتية وانتظر

الفرج ولا تفقد الأمل ولا تضيع وقتك في القلق والاضطراب ودع التدبر

لمدبر الأكوان مع الأخذ في الأسباب واعلم ان الله وحده يصرف الأمور

ويفرج الكروب فاعرض مشاكلك كلها عليه وإن لم يكن ما تريد فليكن منك

الرضا بما يريد الله والله غالب على أمره وتوقع الخير وكرر قول الحق

سبحانه وتعالى: (سيجعل الله بعد عسرً يسراً) .