(( ذو النورين ))

(( ذو النورين ))


بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين,وبعد


هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف فهو قرشي أموي يجتمع مع النبي صلوات الله عليه في عبد مناف, فهو أقرب الخلفاء الراشدين للرسول بعد علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ولد بالطائف بعد الفيل بست سنين سنة 576م. وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف. وأم أروى هي البيضاء بنت عبد المطلب عمة النبي صلوات الله عليه.
يكنى بأبي عبد الله وأبي عمرو. كني أولاً بأبي عبد الله ابن زوجته رقية بنت النبي صلوات الله عليه,توفي عبد الله سنة أربع من الهجرة, بالغاً من العمر ست سنين. بعد أن نقرة ديك في عينه وهم في الحبشة, ويقال لعثمان رضي الله عنه (( ذو النورين )). لأنه تزوج رقية وأم كلثوم ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم.ولا يعرف أحد تزوج ببنتي نبي غيره.
أسلم عثمان في أول الإسلام قبل دخول رسول الله دار الأرقم, وكانت عمره قد تجاوز الثلاثين, دعاه أبو بكر إلى الإسلام فأسلم, ولما عرض أبو بكر الإسلام على عثمان.قال له: ويحك يا عثمان والله إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل. هذه الأوثان التي يعبدها قومك. أليست حجارة صماء لا تسمع ولا تبصر. ولا تضر ولا تنفع؟ فقال. بلى والله إنها كذلك. قال أبو بكر: هذا محمد بن عبد الله قد بعثه الله برسالته إلى جميع خلقه, فهل لك أن تأتيه وتسمع منه؟ فقال. نعم.
وفي الحال مر رسول الله صلوات الله عليه فقال.(( يا عثمان أجب الله إلى جنته فإني رسول الله إليك وإلى جميع خلقه. قال: فو الله ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأن محمد عبده ورسوله)).
وفي طبقات ابن سعد: قال عثمان. يا رسول الله قدمت حديثاً من الشام, فلما كنا بين معان و الزرقاء فنحن كالنيام إذ منادٍ ينادينا.(( أيها النيام هبوا فأن احمد قد خرج بمكة فقدمنا وسمعنا بك)).
وقد بشره رسول الله بالجنة. عن أي موسى الأشعري رضي الله عنه قال. كنت مع رسول في حديقة والباب مغلق علينا, إذ استفتح رجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم.(( يا عبد الله بن قيس قم فافتح له الباب وبشره بالجنة, فقمت ففتحت الباب فإذا أنا بأبي بكر الصديق فأخبرته بما قال رسول الله. فحمد الله ودخل وجلس. ثم أغلقت الباب فجعل النبي صلوات الله عليه ينكت ((يضرب)) بعود في الأرض فاستفتح آخر فقال. يا عبد الله بن قيس قم فافتح له الباب وبشره بالجنة, فقمت وفتحت الباب فإذا أنا بعمر بن الخطاب فأخبرته بما قال النبي فحمد الله ودخل فسلم وجلس, وأغلقت الباب فجعل النبي صلوات الله عليه.ينكت بذلك العود على الأرض إذ استفتح الثالث الباب فقال. يا عبد الله بن قيس قم ففتح الباب له وبشره بالجنة على بلوى تكون. فقمت وفتحت الباب فإذا أنا بعثمان بن عفان فأخبرته بما قال الرسول عليه الصلاة والسلام فقال. (( الله المستعان وعليه التكلان )) ثم دخل فسلم وجلس.
وقال عليه الصلاة والسلام (( أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة))
وعن حسان ابن عطية قال: قال رسول الله صلوات الله عليه.(( غفر الله لك يا عثمان ما قدمت وما أخرت. وما أسررت. وما أعلنت وما هو كائن إلى يوم القيامة)).
ولقد تم اختياره للخلافة بتفويض أرباب الشورى إلى عبد الرحمن بن عوف أمر اختيار أحد الرجلين علي, أو عثمان, بعد أن تنازل هو عن ترشيح نفسه لعدم رغبته في الخلافة وكان صهر عثمان, وكان أغلب المسلمين يريدون تولية عثمان بعد عمر. فقد كان عمر شديداً لا يحابي أحداً, ولا يخاف أحد ولا يتهاون ولا يلين مع حرصه على إجراء العدل, وكانوا يرهبونه ويحسبون حسابه, وكان شديد حتى على نفسه, أما عثمان فقد كان ليناً حليماً رحيما, شديد الحياء لا يميل إلى العنف.
وكان لا يوقظ نائماً من أهله إلا أن يجده يقظان فيدعوه ويناوله وضوءه, وكان يصوم الدهر كله, ويلي وضوء الليل بنفسه, فقيل له لو أمرت بعض الخدم فكفوك, فقال.لا. الليل لهم يستريحون فيه. وكان لين العريكة كثير الإحسان والحلم. قال رسول الله صلوات الله عليه.(( أصدق أمتي حياء عثمان)). وهو أحد الستة الذين توفي الرسول وهو عنهم راضي.
أخبر سعيد بن العاص أن عائشة رضي الله عنها وعثمان حدثاه. أن أبو بكر استأذن النبي صلوات الله عليه وهو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة فأذن له وهو كذلك فقضى إليه حاجته ثم انصرف. ثم استأذن عمر بن الخطاب فأذن له وهو على تلك الحال فقضى إليه حاجته فانصرف. ثم استأذن عليه عثمان فجلس الرسول وقال لعائشة. إجمعي عليك ثيابك فقضي إليه حاجته, ثم انصرف. قالت عائشة. يا رسول الله لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان. قال الرسول صلوات الله عليه. (( إن عثمان رجل حيي((شديد الحياء)) وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال لا يبلغ إلي حاجته)).وقال.(( ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة)).
قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه يوم الجمعة 8 من ذي الحجة سنة 35هـ, وكان عمره 82 سنه, والذي قتله. محمد بن أبي بكر , كنانة بن بشر, سودان بن حمران, وعمرو بن الحمق.
أما صفاته رضي الله عنه, كان جميلاً وكان ربعة لا بالقصير ولا بالطويل, حسن الوجه, رقيق البشرة, كبير اللحية, أسمر اللون, كثير الشعر, ضخم الكراديس (( كل عظمتين التقيا في مفصل وقيل رؤوس العظام)), بعيد ما بين المنكبين, له جمة أسفل أذنيه (( مجمع الشعر من أسفل أذنيه)), جذل الساقين, طويل الذراعين شعره قد كسا ذراعيه, بوجهه نكتات جدري, وكان يشد أسنانه بالذهب.

رضي الله عن سيدنا عثمان بن عفان وجمعنا الله مع رسولنا صلوات الله عليه في جنات الخلد..
آآمين...