الشباب والفتيات في قفص الجماع الناقص !!
عبدالله النعيم
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يأتي على ذهنك أو يتبادر إلى تفكيرك بكتابة موضوع عن الشباب والفتيات , تجد نفسك مسيراً إلى تسطير قضية شبابية , قتل فيها الأكثرون رجولته ولعبت فيها الكثيرات بأنوثتها.
إنها قضية معضلة , قضية يضنها البعض تسلية مفرغة , أو شهوة طارئة يقوم فيها الإنسان بعملية فسيولوجية معقدة يستفرغ فيها قواه لينهي قصة خيالية جنسية طرأت على عقله الصغير .
.................................................. ..............................
الجماع الناقص, العادة السرية أو الاستمناء فكلها أسماء سميت بها هذه الفعلة القبيحة .
في هذه الأسطر اليسيرة , بإذن الله سوف ندخل الى قلب الموضوع وإن تعمقنا قليلاً في الألفاظ .
فنقول :-
ماهو الجماع الناقص ؟؟
الجماع الناقص أو العادة السرية أو ما يسمى بالاستمناء هو العبث في الأعضاء التناسلية في معزل عن الناس غالباً مستخدما وسائل متنوعة محركة للشهوة أقلّها الخيال الجنسي بغية استجلاب الشهوة والاستمتاع بإخراجها. وتنتهي هذه العملية عند البالغين بإنزال المني، وعند الصغار بالاستمتاع فقط دون إنزال لصغر السن.
ولكن يكمن خطرها في انتشارها بين أوساط الشباب , فهي تنتشر انتشار النار في الهشيم :-
تنتشر العادة السرية بين الشباب انتشارا كبيرا حتى يمكن القول أن 90-95% من الشباب وحوالي 70% من الشابات يمارسون هذه العادة في حياتهم بصور مختلفة.
ولعل القارئ الكريم قد يتبادر إلى ذهنه ما هو السبب الذي جعلني أكتب في هذا الموضوع بعد طول انقطاع .
أقول إن السبب الرئيس هو حرقة في قلبي على فتيات في مرحلة الزواج ويقعون في مثل هذه الأمور , وقد علمت ذلك من خلال يوم سألتني إحدى الفتيات وهي تعمل معلمة :- ما هي العادة السرية ؟؟وهل يقع فيها الفتيات!! ؟؟ انصدمت من جرأة سؤالها وما كنت أعلم أن الفتيات يقعن في هذا الجرم الكبير والشؤم العظيم إلا بعد بحث في الشبكة العنكبوتية عن الاستمناء هل يقع من فتاة ,فانصدمت من مواضيع أعدت وتقرير جهزت كلها تشير إلى خطاء في التربية وتهاون في المراقبة واستهتار شبابي غطي بتزيين شيطاني فإنا لله وإنا إليه راجعون ...
.................................................. ..............................
وبعد هذه المقدمة اليسيرة ,فتعال يأخي إلى بر الأمان .
ودعني أقول لك :-
ماهو الداعي والسبب الرئيس في الوقوع في الاستمناء ؟؟ أضنك تدركه أكثر مني , أو عرفته من خلال تعاملك مع المهيجات للاستمناء.
إنها الشهوة وما أدراك مالشهوة.
فالشهوة هي : " الميل والرغبة " ، وتنطوي على أمرين اثنين هما فطرةٌ غريزية بشرية ولذةٌ جثمانيةٌ جسدية ، فهي في الابتداء انبعاثٌ فطريٌ وهي في الانتهاء تلذذٌ بدنيٌ .
إن من أهل هذه الحضارة والمغرورين بها، قد أطلقوا لشهواتهم العنان، استباحوا كل ممنوع. ونبشوا كل مدفون، وكشفوا كل مستور. تنصلوا من مسؤوليات العائلة، وجروا خلف كل متهتكة وفاجرة هل أدى بهم ذلك إلى تهذيب الدوافع كما يقولون؟ وهل أنقذهم من الكبت كما يزعمون؟؟ لقد انتهى بهم إلى سعار مجنون لا يهدأ ولا يرتوي. إلا بالاستمناء في أقل أحواله نسأل الله السلامة والعافية .
.................................................. ..............................
وقبل أن أبدأ في وضع الحلول للشهوة والعادة السرية أضع بين أيديكم رسالة من مدمن للعادة السرية يقول فيها وهو يكفكف دموع الحسرة .
عنونها بقوله " أنقذوني فقد ادمنت ......... العادة السرية !!!
...................
أنقذوني فقد ادمنت ......... العادة السرية
النظر إلى الصور الجنسية أصبح غايتي, والبحث عن الأفلام الخليعة أصبح مهمتي , وكسر المواقع المحجوبة أصبح احترافي.
ومع ذلك فأنا أمارس العادة السرية ثلاث إلى أربع مرات في يومي وليلتي .
أخبروني .... أخبروني ...... أقسم عليكم بالله أن تخبروني ماذا أعمل؟؟؟ !!
هكذا بدأ صاحبنا قائلاً , هكذا بدأ يرويها و قد امتلاء باليأس والقنوط.
ماذا يعمل ؟؟
وما الذي يصنع ؟؟؟؟
فبعد كل جريمة يقترفها وانتهاك يمزقه يرجع تائباً , وماهي إلا سويعات ويعود إلى ما كان عليه .
قال وكله تعب ويأس , إني أحب كثيراً أيام الاختبارات لأنها تقطع الحرام وتقلله عني فتزيد علاقتي مع الله وأعاهده أن لا أعود لمثل هذه الجرائم البشعة ولكن سرعان ما يكون هذا الكلام هراء وأرجع إلى ما كنت عليه.
قلت في نفسي :-
نساء قد خلعن الأدب , فضائيان قد نزعن الحياء , أصحاب قد زينوا المعاصي .
فبعد كل هذا لايستبعد ولا يستنكر ما يجري وما نسمع من انتهاك للمعاصي وفعل للفواحش .
فإنا لله وإنا إليه راجعون .
.................................................. ..............................
وبعدا عن الإطالة والملل اضع بين أيديكم حلول وتجارب أسئل الله أن ينفع بها :-
1- التربية الإيمانية المتكاملة التي تتضمن معاني التقوى والمراقبة والخوف والرجاء والمحبة ، حتى يصبح العبد إنسانا سويا شابا تقيا نقيا لا تستهويه مادة ولا تستعبده شهوة " قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي " " ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ، فقال : إني أخاف الله "
2. الحذر من النظرة المسمومة ، فهي رائدة الشهوة وسهم من سهام إبليس ، فالنظرة تولّد خطرة ، والخطرة تولد الفكرة ، والفكرة تولد الشهوة ، فاحذر هذه النظرة ، وقديما قيل : حبس اللحظات أيسر من دوام الحسرات.
3- التفطن لمدافعة الخطرات إذا تولدت في الذهن ، لأنها مبدأ الخير والشر ،ولذلك فإن من راع خطراته ملك زمام نفسه وقهر هواه وشهوته .
4- لزوم الاستقامة والسعي الجاد في تحقيقها .
5- التعفف والاستعانة بالصوم ، فإنه يكسر جماح الشهوة ، ويخفف من لهيبها " يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " .
6- الابتعاد عن كل ما يثير مكامن الشهوة من ألفاظ غزلية ، ونكت فاحشة ، وقصص هابطة وروايات تافهة .
8. الفرار من الأماكن العامة ومنتديات الترفيه والأسواق لما فيها من اختلاط وتبرج ودعوة إلى الإثارة والإغراءات المحرمة فالفرار الفرار فإن كان لا بد وارتياد هذه الأماكن فليكن الوقت على قدر الحاجة .
9. النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية .
10. الدعاء الدعاء فهو وربي السلاح الذي لا يخون ، وخاصة في زمن يُسِّرت فيه الفاحشة وكُثِّرت فيه سبل الغواية ، ولا تيأس وأكثر فالله أكثر وعليك بـقول " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " و " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى "
................................................
خاتمة
إن دين الإسلام لا ينكر دوافع الفطرة، ولا يلغي الوظائف التي ركبها الله في الإنسان، ولا يكبت الغرائز ولا يستقذرها، ولكنه يهذبها وينظمها ويسيرها في مسالك الطهر، ويرفعها من مستوى الحيوانية المحضة لتصبح محورًا تدور عليه الآداب النفسية والإجتماعية. إنه يحارب الحياة البهيمية الساقطة التي لا تقيم بيتًا، ولا تبني أسرة، ولا تنشئ حياةً كريمةً ومجتمعًا طاهرًا.
................................................
أعلم أن الموضوع ليس بهذه البساطة التي رسمتها ولكن أنا وأنت نبني بإذن الله جيلاً الإسلام .
أخي على طريق الحق :-
نصيحة صادقة , وسيلة مجربة , فكرة جديرة بالعمل , دعاء في ظهر الغيب .
هذا مأطلبه منك.