السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الرسم من النشاطات التي تحتل مكانة هامة في عالم الطفل وفي التعامل معه في آن معا.
يلعب الطفل دورا نشطا في الرسم , في الرسم يحب الطفل أن يؤكد ذاته , أن يتأكد من
قدرته على مجابهة العالم , ومن هنا نشوته عندما يرسم ويطلعنا على رسمه , الذي يحمل
على المستوى اللاواعي دلالة القدرة والسيطرة على العالم وعلى صراعاته.
هذه القدرة تطمئنه ضد قلق الخصاء , ضد مشاعر العجز أمام العالم الخارجي , وضد العجز
أمام رغباته واحتمال إحباطها .
كذلك فأن الرسم عند الطفل محاولة سيطرة على ما تحمله موضوعات العالم الخارجي من تهديد لأمنه , في الرسم يغير الطفل نوع معاناته ويحتل دورا نشطا يسمح به تداخل الواقع
والخيال في الرسم.
أ- التجربة الوجودية للطفل
الرسم يعكس وجها من التجربة الوجودية المعاشة للطفل : أحلامه , رغباته , مخاوفه ,
اهتماماته , موقعه , من خلال الموضوعات التي يختارها لرسمه , وهو بذلك ينبئنا عن
علاقاته العاطفية مع العالم الذي يحيط به , حركة الأقتراب أو الإبتعاد , أو الخوف الذي
يميز روابطه بالناس والأشياء , إنه بالنسبة للطفل وسيلة لتقديم ذاته إلى الآخرين.
ب- الوظيفة الإسقاطية للرسم
إن الرسم يتجاوز التعبير إلى محاولة حل مشكلة الطفل مع العالم ومع ذاته , فمن خلال
الوظيفة الإسقاطية للرسم يستطيع أن يتحرر من وطأة المآزم الداخلية أو المآزم العلائقية,
ويتمكن من إعطاء جواب عليها بتثبيتها في واقع خارجي , ويساعد على هذه الوظيفة
الإسقاطية امتزاج الواقع بالخيال , العقلاني بالأنفعالي في الرسم.
الرسم إذا من النشاطات التي تجذب الطفل تلقائيا للتعبير عن ذاته , وهو في حالات كثيرة
يشكل مدخلا أساسيا لإقامة العلاقة معه.