كــــن واسـع الصدر والأفـق
ألا ترى أنه لا يمـيّـز حين يتسـاقط بين قـصور الأغنياء وأكـواخ الفقراء ..!
بين حدائق الأغنياء وحقول الفقراء ..! بين بسـمة المتكبر .. وفـرحة البائس ..
كــــن لـيناً كالماء
يسكب في أوعيـة مختلفة الأشكـال والأحجـام والألـوان
فيغـيّر شكله ولكن .. دون أن يبدّل تركيبه ..!
كــــن نقـيّاً كالـمـاء
ألا ترى أن البحر طاهر مطهر لا يكدّره شيء
لو رميت حجراً .. سيتكدر سطحه لبرهات
لكن سـرعان ما سـيعود إلى ما كـان عليه ..!
كــــن حكـيماً كالـمـاء
ألا ترى أنه إذا اشتد الحر تبخّر وانطلق نحـو السماء
وحيـن يبرد الجو ويلطـف يتكاثـف ويـعود إلى الأرض في قطرات المطر ..!
كــــن صـبوراً كالـمـاء
ألا ترى كيـف تندفـع الأمـواج نحو الصخور تارة تلو الأخرى
يوماً تلو اليوم .. أسـبوعا تلو أسبوع و قرناً بعد قرن
حتى تترك آثارها في الصخر الأصم ..!
كــــن ودوداً كالـمـاء
ألا ترى كم هـو لطيف ذلك الندى الذي يظهر كل صباح
يداعـب أوراق النبات الخضـراء ويجري بين نسيـم الصباح بخفة ..!
كــــن متواضعاً كالمـاء
ألا ترى أنه ينزل من أعالي السمـاء فوق السحاب
ويختـبئ في أعـماق الأرض ..!
إنه معلم حكيم
فكن أنت طالباً نبيـهاً
وتأمل في خلق الله