(القدس لنا)
هي مدينة من اقدم المدن في العالم، هي قلب الوطن العربي ونبضه، وشريانه التاجي،
هي المدينة الوحيدة التي نزفت ما نزفت من الدماء، وراح ضحيتها ابرياء،
واستشهد ما استشهد فيها من شهداء، هجرها الكثيرون بالقوة وفي قلبهم الف قصة وقصة،
هي التي من سكنها رافضا الاستسلام وفي صدره الف غصة وغصة.
هي محور الاخبار في شتى وسائل الصحافة والاعلام،
عند الحديث عنها ينبض القلب لها فتصمت الشفاه وتصغي الآذان وترتكز الانظار نحوها.
نعم، انها القدس مدينة الصلاة مدينة السلام،
المدينة الوحيدة التي تحظى بالقداسة والطهارة،
التي تحملت الكثير من الفتوحات والحروب والتقسيمات والاحداث فحوصرت مراراً ودمرت تكراراً،
لكنها رفضت الاستسلام والهزيمة فكانت رمزاً للنضال والكفاح .
في ارضها بعث الانبياء والرسل وعلى ارضها صلى المسلمون والمسيحيون واليهود
فارتفعت اصوات معابدها، وقرعت اجراس كنائسها وسمعت مآذن مساجدها،
فكانت المدينة الوحيدة التي انصهرت فيها الديانات الثلاث السماوية في بوتقة واحدة؛
لتكون بذلك مهد للديانات، فاعتبرها المسلمون ثالث اقدس الاماكن عندهم،
فيها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين،
واعتبرها المسيحيون أول أقدس الاماكن عندهم،
فيها مهد المسيح وطريق آلالامه وكنيسة القيامة،
حيث يأتيها الحجاج المسيحيون من انحاء العالم.
ان هوية القدس هوية قومية عربية، ووطنية فلسطينية على وجه الخصوص،
فالقدس لنا جميعا، ولا يقتصر الدفاع عنها للمسلمين فقط او للعرب (المسيحين والمسلمين)،
بل ان الدفاع عنها يجب ان يشمل مسلمي ومسيحي العالم اجمع من الشرق الى الغرب .
يـا قدس، ستبقين مدينة الطهارة برغم تدنيس الاحتلال،
ستبقين مدينة السلام برغم كل ما يجري من حولك،
ستبقين قدس الاقداس برغم توغل الاحتلال فيك وغطرسته،
ستبقين مدينة الصدق برغم كل ما زرعه الاحتلال في ارضك،
ستبقى هويتك عربية برغم كل محاولات تهويدك.
فلا يمكن لاي احتلال على وجه الارض ان يمسح الهوية التاريخية والثقافية والحضارية
من عمر التاريخ العربي الفلسطيني،
ولا يمكن لاي احتلال مهما طال على ارضك ان يلغي عشرة الاف عام من تاريخك العريق يا قدس .
لكنني اعتقد ان انقسام الفكر العربي والفكر الاسلامي
جعل غطرسة الاحتلال ذا نزعة سلطوية ديكاتورية تتحكم باشياء
كثيرة في العالم واهمها المال والإعلام .
واليوم تقف فلسطين مطالبة بابسط حقوقها الشرعية أفلا يحق لها ان يكون لها مكان في الامم المتحدة
وان تكون عضوا كباقي الدول؟
الا يحق للشعب الفلسطيني الذي عانى الكثير ولا يزال،
ان يكون له دولة مستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس؟
الا يحق لهذا الشعب ان ينعم بالامن والاستقرار والسلام؟
الا يحق لنا ان نحقق جزءا من الحلم العربي؟