المقترحات العملية للتربية الإيمانية داخل البيوت··!

المقترحات العملية للتربية الإيمانية داخل البيوت··!


إن الدعوة والتربية الإيمانية الصادقة داخل البيوت
هي منطلق الداعية
وهي البذرة الصالحة التي يغرسها المسلم لتثمر في المستقبل
وترفد المجتمع بالفضائل والأخلاق الحميدة·
وفي هذا التحقيق نقف على أهمية هذه التنشئة وفضلها وتحقيقها
الإيمان الذي يجعل البيت مكاناً للعبادة وذكر الله·

مقترحات عملية

بيان أهمية الوقت
والحث على استغلاله بالمفيد
وبيان هدي السلف في ذلك·
تنمية حب القراءة
ويمكن تحقيق ذلك من خلال
إحضار الكتب المناسبة التي تتفق مع ميول القارئ
وإعطائه فرصة للاختيار في حدود الكتب المباحة
والحذر من الكتب الفاسدة الخبيثة
و إجراء مسابقات في قراءة الكتب
وإعطاء الجوائز على ذلك
وإحضار الكتب ذات المادة المفيدة والجذابة
مثل: كتب الألغاز والمسابقات
والحِكَم والأمثال، والقصص والأخبار
والتأثير من خلال القدوة الصالحة من المربي
في الحرص على الوقت واستغلاله بالقراءة المفيدة·

التعليم على الكمبيوتر
وتوظيف الأهل في خدمة الدعوة من خلاله·

إحضار الألعاب المباحة
والقيام بالرحلات الترفيهية في أجواء محافظة·

التعلم على الأعمال المفيدة التي تعنى النساء
مثل: الخياطة، والطبخ، وتنسيق الزهور
وترتيب المنازل وتنظيمها على وجه جميل وجذاب·

الانشغال بأعمال البيت والحرص على عدم إحضار خادمة

إنشاء مكتبة صغيرة لكل فرد من أفراد الأسرة تخصه
يحوطها بعنايته، ويحرص على قراءتها
وتشعره بأهمية العلم والقراءة والتحصيل·

بناء مكتبة صوتية للبيت كله مرتبة ومنظمة
يكلف أحد أفراد البيت بترتيبها وتنظيمها
والحفاظ عليها·

وضع مكتبة صوتية مصغرة
مع جهاز إلقاء في الأماكن التي يكثر فيها الجلوس
مثل: صالة الجلوس، والمطبخ·

وضع صندوق تبرعات
يتعود الأهل من خلاله على البذل في سبيل الله
من خلال ما يحصلون عليه من النقود·

تعويد الأهل على تلخيص المحاضرات التي يسمعونها
في دفتر خاص
أو على الأقل كتابة رؤوس العناوين المهمة في المحاضرة
وبخاصة المحاضرات القيّمة·

وضع برنامج شهري مطبوع يقوم به أحد أفراد الأسرة
يتكون من أربعة أشرطة وكتاب
مع كتابة أسماء المستفيدين منه
بحيث يتابع تنفيذ هذا البرنامج بدقة
وبه قد يشعر الداعية أنه يسير بخطى ثابتة ودقيقة
نحو تنفيذ برامجه وتحقيق أهدافه

النفقة على الأهل أمر لا بد منه
فلماذا لا توضع هذه النفقة العينية في صورة جوائز عينية؟
وبه تكون قد حققت أكثر من هدف بخطوة واحدة

الحرص على أشرطة الدعاة
الذين يحب الأهل الاستماع إليهم ويتأثرون بهم
أكثر من غيرهم·

توزيع أعمال الدعوة في البيت على أفراد الأسرة
وتطوير كفاءة الأهل في إدارة الأعمال بدون الحاجة إليك
بحيث يمكن إدارتها في أثناء غيابك·


في البداية يقول الشيخ محمد بن صالح المنجد
على الزوج أن يكون قدوة في الدين
ولا بد أن يكون رب المنزل قدوة في الخير يتعلم منه أهل المنزل
طاعة الله عزَّ وجلَّ
ولا بد أن يكون هذا الرجل صمام أمن في بيته
يدرأ عنه المفاسد
ويجلب إليه المصالح

وقال الله عزَّ وجلَّ
{وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } [الفرقان: 74]
وقال صلى الله عليه وسلم
(خيركم خيركم لأهله) (1)
ولا بد أن يحمل كل رجل مسلم زوجته على الالتزام بهذا الدين
لا بد أن يجعلها تعيش حياة إسلامية
ويكون ذلك بأمور كثيرة ووسائل متعددة
من تعليمها وتربيتها ووعظها
وأن يجعلها تزار من أخوات صالحات
وتزور أخوات صالحات
ويهدى إليها الكتب النافعة
والأشرطة الجيدة
وأن يدرأ عنها المفاسد
ويراقب تصرفاتها
فإذا أوشكت أن تقع في حرام وعظها وجنبها إياه

وقد تكلمنا عن هذه المسألة في محاضرة بعنوان

{قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً } [التحريم: 6]

أهمية جعل البيت مكان عبادة وذكر


اجعل البيت مكان عبادة
قال الله عزَّ وجلَّ عن موسى وبني إسرائيل
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً
وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }
[يونس: 87]
قال ابن كثير رحمه الله
قال بعض أهل العلم: إن العلماء ذكروا في تفسير قوله
{ وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً }
[يونس: 87])
معنيين: الأول عن ابن عباس
أمروا أن يتخذوا مساجد، أي يسجدون فيها
أي يصلون فيها، أي يعبدون الله فيها
وعن إبراهيم معنى آخر قال
كانوا خائفين من فرعون، فأمروا أن يصلوا في بيوتهم
لا يستطيعون أن يتجمعوا في المساجد مثلاً فأمروا أن يصلوا في بيوتهم قال ابن كثير
وكان هذا -والله أعلم-
لما اشتد بهم البلاء من قبل فرعون وقومه وضيقوا عليهم
أمروا بكثرة الصلاة
كما قال تعالى
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ }
[البقرة: 153]
أمروا أن يجعلوا بيوتهم قبلة·
فجعلوا البيت مكاناً يصلى فيه
يقول عليه الصلاة والسلام
(لا تجعلوا بيوتكم مقابر)
أي: لا تجعلوها خالية من العبادة كالمقبرة
والمقبرة لا يجوز الصلاة فيها إلا صلاة الجنازة على الميت
بعد دفنه في القبر
وإلا فلا مصلى
ولا يصلى في المقابر البتة
(لا تجعلوا بيوتكم مقابر)
أي: صلوا فيها


احترام أوقات الصلوات


ويضيف الشيخ محمد المنجد قائلاً
وينبغي أن يتعلم أهل البيت احترام أوقات الصلوات
احترام الأذان إذا أذن للصلاة كما ورد
عنه صلى الله عليه وسلم
في الحديث الصحيح
(أنه كان يكون في مهنة أهله فإذا أذن المؤذن خرج للصلاة)(1)
استعد للصلاة وخرج للصلاة
توقفت الأعمال كلها في البيت استعداداً
لهذا الحدث العظيم والخطب الجسيم وهو الصلاة
هذه الصلوات الخمس ينبغي أن يكون لها وزن
ولأذانها وقع في بيوتنا نحن
ينبغي أن نتوقف عن الأعمال فعلاً لأداء الصلاة توقفاً حقيقياً
يرضي الله عزَّ وجلَّ·


وأمر أهل البيت بالصلاة من شعائر هذا الدين
قال الله تعالى
{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا }
[طه: 132]
ومدح الله نبياً من أنبيائه فقال
{ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ }
[مريم: 55]
فأثبت أمر الأولاد غير البالغين بالصلاة
فما بالك بأمر البالغين وأمر الكبار بالصلاة
من النساء والأولاد الشباب في البيوت
وحتى أمر الولد أباه بالصلاة برفق وإحسان
يدخل في هذا ولا شك·
وكثير من المسلمين اليوم ضيّعوا ذرياتهم وأولادهم
فلا يأمرون بصلاة
وربما يكون الأب صالحاً لكن صلاحه في نفسه
فيخرج هو للصلاة فقط ويذر أولاده نائمين أو لاهين
وزوجته في البيت تعمل لا يسألها مطلقاً
ولا يذكرها هل صلت أم لا··!
أين هو من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛
أن الرجل سيوقف بين يدي الله سبحانه
فيسأله عن أهل بيته
وعن مسؤوليته فيهم؛
أحفظ ذلك أم ضيعه·

(1)
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني
المصدر: صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 1621
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 676